طَلَبَ وَلَدٌ مِنْ أبيهِ أنْ يُلَخِّصَ لَهُ خِبْرَتَهُ في الحياة فَقالَ لَهُ :-يا بُنَيَّ إيّاكَ أنْ تَتَكَلَّمَ في النّاسِ وإذا جاءكَ أحَدٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنْ قَبْلَ أنْ تَتَهَوَّرَ ، وإذا ابْتَلاكَ اللهُ بِعَدُوٍ قاوِمْهُ بِالإحسانِ إليهِ إدفَعْ بِالَّتي هي أحْسنُ فَسَتَنْقَلِبُ العَداوَةُ حُبَّاً ، وإذا هاجَمَكَ النَّاسُ وأنْتَ على حَقٍ فافْرُحْ لأنَّهُ لا يَرْمى إلا الشَّجَرُ المُثمِرُ . وَحيْنَما يَثِقُ بِكَ أحَدٌ فَإيّاك َ أنْ تَغْدُرَ . كُنْ عَزيزَ النَّفْسِ فَلا تَسْرَق جُهْدَ غَيْرِكَ فَتتجوَّرْ ، تَعَوَّدْ يا بُنَيَّ أنْ تَشْكُر ... أشْكُرِ اللهَ فَيَكْفي أنَّكَ مُسالِمٌ . تَمْشي وَتَسْمَعُ وتُبْصِرُ . أعْظَمُ فَضيْلَةٍ هي الصِّدقُ ، وَأنَّ الكَذِبَ رذيلَةُ ، واسْتَفِدْ مِنْ كُلِّ الفُرَصِ لأنَّها لا تَتَكَرَّرْ ، لا تَشْتَكِ ولا تَتَذَمَّرْ أريدًُكَ مُتَفائِلاً ولا تَتَشَمَّت ولا تَفْرحْ بِمُصيبَةِ غَيْرِكَ وَإيّاكَ أنْ تَسْخَرَ مِنْ شَكْلِ أحَدٍ فَأنْتَ في الحَقيقَةِ تَسْخَرُ مِنْ صُنْعِ الذي أبْدَعَ وَخَلَقَ وَصَوَّرَ .
